سراج الله والحب المفدى

بَريقُ النجمِ يَخطِفهُ الأفول
فكيفَ تشعُّ فينا يا رَسول
سِراج اللهِ والحبُ المُفدّى
أنرت ظلامنا فَسَمتْ عُقول
وعامُ الفيلِ عامُ الحظ فينا
حَللت بنا فَيا نِعمَ الحلول
ختامُ المسكِ فوَّاحٌ علينا
لِنجدَتِنا لَقدْ ولِدَ الرَسول
(حياة محمود)

جاءت معذبتي

جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ
كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ
فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ
أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ
فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا
مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ
(لسان الدين بن الخطيب)

في خلوتي

يا صُبْحُ كَم ْضَلَّ الْجَوَادُ الْمُلْتَقَى
يا لَيْلُ كَمْ وَاسَتْ نُجُومُكَ حَيْرَتِي
ما عِشْتُ يَوْماً ضَائِعاً بِتَعَبُّدِي
خَيْرُ الْحَيَاةِ وعِزُّها فِي خِلْوَتِي
وأرَى بِقُرْبِي مِنْ حَبِيبِي أنَّنِي
نِِلْتُ السَّعَادَةَ كُلَّها فِي سَجْدَتِي
يَا رَبِّ إنْ ضَاقَ الضَّمِيرُ بِعِلَّتِي
فَبِنُورِ عَفوِكَ تَسْتَقِيمُ عِبَادَتِي
أدْعُوكَ أنْ تَطْوِي الْهُمُومَ بِوَصْلِكُمْ
أدْنُو إلَيْكَ الْقُرْبُ غَايَةُ مُنْيَتِي
(محمد جنيدي)

الشتاء

جَاءَ الشِّتاءُ وعِندِي مِن حَوائِجِهِ
سَبع إِذَا القطر عَن حَاجَاتِنَا حبسَا
كِنٌّ وكِيسٌ وكَانُونٌ وكَأسُ طِلًى
مَعَ الكَبَابِ وكِاعب نَاعِمٌ وكِسَا
(ابن سكرة)

الفقر

ومَنْ يُنفِقِ السّاعاتِ في جمعِ مالِهِ
مَخافَةَ فَقْرٍ فالذي فَعَلَ الفَقْرُ
(المتنبي)

كرم

خُلقت أُحب السيفَ والضيف والقِرى
وورد حياض الموت والموت أحمرُ
(حاتم الطائي)

قدر لرجلك

قدر لرجلك قبل الخطو موضعهَا
فَمن علا زلقا عَن غرَّة زلجا
(حجية بن المضرب)

الخليل

خَلِيلَيَّ مَا بَالُ الدَّجَى لاَ تَزَحْزَحُ
وَمَا بَالُ ضَوْءِ الصُّبْحِ لاَ يَتَوَضَّحُ
أضَلَّ الصَّبَاحُ الْمُسْتَنِيرُ سَبِيلَهُ
أم الدَّهْرُ لَيْلٌ كُلُّهُ لَيْسَ يَبْرَحُ
وَطَالَ عليّ الليلُ حتى كأنّهُ
بليلين موصول فما يتزحزح
(بشار بن برد)

أثريت مجداً

أَثرَيتُ مَجداً فلَم أَعبَأ بِمَا سلَبَت
أَيدِي الحَوادِثِ مِنِّي فَهو مُكتسَبُ
لا يَخفِضُ البُؤسُ نَفساً وهيَ عَالِيَةٌ
ولا يُشِيدُ بِذِكرِ الخَامِلِ النَّشَبُ
إِنِّي امرؤٌ لا يَردُّ الخَوف بادِرَتِي
ولا يَحِيف عَلَى أَخلاقِيَ الغَضَبُ
مَلَكتُ حِلمي فَلَم أَنطِق بِمُندِيَةٍ
وصنتُ عِرضِي فَلَم تعلَق بِهِ الرِّيَبُ
ومَا أُبَالي ونَفسِي غَير خاطِئَةٍ
إِذا تخَرَّصَ أَقوامٌ وإِن كَذَبُوا
(محمود سامي البارودي)

لأمي جمالٌ يفوق الحدود

و مَهمَا تَكونُ مَعاني الجَمَال
لأُمِّي جَمَالٌ يَفوقُ الحُدُود
و لَيس الجَمالُ جَمالَ الوجُوه
فَنَظْرةُ أُمِّي تُذيبُ الجُمُود
و قلبٌ لأٌمِّي يُنيرُ الحَيَاة
و لَمسَةُ أُمّي تُزيلُ القُيود
و مَهمَا رَأيتُ أُنَاسَاً تَمُوت
سَأبْقَى أَظُنُّ لأُمِّي الخُلود
(حياة محمود)