وشايةُ الغروب

مكثَتْ تُحدِّقُ في الغروبِ وتدمَعُ
والشمسُ من عَسَفِ الغياهبِ تهلَعُ
تَتَأرْجحُ الأحلامُ في أحداقِها
ما بينِ أطيافٍ تغيبُ وتسطعُ
والصمتُ يعزفُ في فلاةِ شرودِها
لحناً يُبدِّدُ كُلَّ صوْتٍ يُسمَعُ
يبدو الغروبَ كمعبدٍ في صرحِهِ
رُسُلُ الوجومِ نوَاسِكٌ تتضرّعُ
قالت تُكابِدُ بحّةً في صوتِها:
أسفاهُ من زمنٍ يُذلُّ ويقْمَعُ
(فكري القباطي)

الماضون خلف الشمس

لمَ الأشجانُ ديْدَنُهَا التلاقي
وللأشواقِ باعٌ في الفُرَاقِ ؟!
عنِ الأوجاعِ نسألُ ما دهاها ؟!
تبرُّ بنا ..إذا شئنا التراقي
تسوقُ لنا من الأطلالِ ذِكْرى
تحجُّ لها الدموعُ منَ الحِداقِ
أمَا والله إنَّ الشوقَ حُلو
وبعضُ الحلوِ مُرٌّ في المذاقِ
(فكري القباطي)

الطين والماء

الناس من جهة التمثال أكفاءُ
أبوهم آدمٌ والأم حواءُ
فإن يكن لهم من أصلهم شرفٌ
يفاخرون به فالطين والماءُ
(علي بن أبي طالب)

حقيقة

ستألف فقدان الذي قد فقدتهُ
كإلفك وجدان الذي أنت واجدُ
(غير معروف)

ناموا و لا تستيقضوا

ياقوم لاتتكلموا
ان الكلام محرم
ناموا ولا تستيقضوا
ما فاز الا النوم
وتأخروا عن كل ما
يقضي ان تتقدموا
ودعوا التفهم جانبا
فالخير ان لا تفهموا
من شاء منكم أن يعيش
اليوم وهو مكرم
فليمسِ لاسمع ولا
بصرٌ لديه ولا فم ُ
(معروف الرصافي)

رثاء الأندلس

ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ
أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما
كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت
كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً
والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ
إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
(أبو البقاء الرندي)

هما الرحماءُ

و إذا رحمت فأنت أمٌ أو أبٌ
هذان في الدنيا هما الرحماءُ
(غير معروف)

مامضى مضى

فلا تبكين في إثر شيء ندامة
إذا نزعته عن يديك النوازع
فليس لأمر حاول اللّه جمعه
مشت ولا ما فرّق اللّه جامع
(قيس بن ذريح)

شط الصبابة

شط الصبابة ما لموجك يكسر
من بعد صبر رددته الاعصر
هل في لغاك الى غريب بلسم
ام طلسم مثلي انت فتعذر؟
حتى متى ان كان ذاك حقيقة
نبقى سؤالا غاب عنه مفسر؟
(احمد الامام)

حفظ السر

إذا المرء أفشى سره بلسانهِ
ولام عليه غيره فهو أحمقُ
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسهِ
فصدر الذي يُستَودعُ السر أضيقُ
(الإمام الشافعي)