وشكيتي

وَشَكِيّتي فَقْدُ السّقامِ لأنّهُ
قَدْ كانَ لمّا كانَ لي أعضاءُ
(المتنبي)

لي في الديار

لي في الديار ديارٌ كلما طرفت عيني
يرف ضياها في دجى هدبي
وذكرياتُ أحبائي إذا خطرت
احسُ بالموج فوق البحر يلعب بي
شيخ كأن وقار الكون لحيته
واخرونَ دماهُمْ كوّنت نسبي
وأصدقاء عيون فضلهم مدد
إن حدثوك حسبت الصوت صوت نبي
أمي التي وهبت حرفي تألقهُ
تجئ رحمتها من منبعٍ خصبِ
وإن تغيبَ في دربِ الحياةِ أبي
قامت إلى عبئها أيضاً بعبء أبي
(سيف الدين الدسوقي)

يا عينُ تبكي

يا عينُ تبكي والدموع كأنها
نبعٌ جرى عشقاً وفيه شفاءُ
لا تخضعن لغير ربِّك ساعةً
إن الخضوع إلى الكريم رضاءُ
(محمد جنيدي)

العمل الصالح

فَأعمَلْ ما تؤمن بِهِ صالِحاً دون وَجَل
وَإن لَمْ يَستَقم لَكَ الدَّهرُ كَما تَشاءُ
قَد يَنْعَمُ بالعَيشِ وَراحَةَ البالِ البَليدُ
وَتَصبَحُ حياة النَبيهِ ضَنكٌ وَشَقاءُ
فَكَم مِن مُعدَمٍ حَكيمٍ خُلِدَ ذِكراهُ
وَكَم مِن غَنيٍّ في الحَضيضِ لَهُ أَصداءُ .
(شيرزاد زين العابدين)

في يدي ورد وفي روحي جرح

‏في يدي ورد وفي روحي جرح
‏فالنقيضان أنا ليل وصبح
‏والصديقان أنا شمس وظل
‏والعدوان أنا ثأر وصفح
(يحيى السماوي)


أمي

أيقنتُ أنَّ هواكِ يسري في دمي
فتبعته ُ لأحدَّ  من  أشواقي
وعرفتُ فضلكِ في الفراقِ وإنّني
أخشى لعمريَ أن يطول فراقي
ووجدتُ أنَّكِ في حياتي سرها
فدعوتُ ربي أن يحين تلاقي
لو جمِّعتْ كل النساءِ بدنْيتي
لاخترتُ وجهكِ كي يكون خَلَاقي
أنتِ الوحيدة من يحقّ لها الهوى
كلٌ  يزول وأنتِ حبكِ باقي
(محمد الخيتي)

رحم الله أبي

آهِ كم اشتاق أيام أبي
ذلك الرجل الرهيب العصبي العصبي
إنه أورثني الحزن ولكن مدني بالعزم
والعزة والصبر الأبي
فحملت العبىء طفلاً ودموعي لُعبي
وبكى حين رآني ناجحاً
ورِضا عينيه أطفى تعبي
إنما كان أبي قاسياً فعلاً
ويخفي نهر حبٍ عذبِ
قلبه قلب صبي
صبره صبر نبي
رحم الله أبي
(كريم العراقي)

قالوا الهوى

قالوا الهوى خُلُُقٌ
ما اٌعْتادَ مِنْهُ جوًى
سَافرْ تَجِدْ عِوَضًا
تَفطمْه يَنفطِمِ
قلتُ : الهوى سفرٌ
ما عادَ منهُ فتىً
إلاَّ على نُعُشٍ
أو في الجُنون رُمِي
(محمد شنوف)

عصفور في اليد

وكيف أصدق أيها الغريب
أن عصفوراً في اليد
خير من عشرة على الشجرة
وأنا أعرف أن العصفور في اليد
هو امتلاك لحفنة رماد
والعصفور على الشجرة
نجمة فراشة
حلم بلا نهاية ...
(غادة سمان)

سرنديب

كفى بِمُقامي في سَرنديبَ غُربةً
نزعتُ بها عني ثياب العلائقِ
ومن رام نيل العزِ فليصطبر على
لقاء المنايا واقتحام المضايقِ
فإن تكن الأيام رنّقْنَ مَشربي
وثلّمْن حدّي بالخطُوب الطّوارقِ
فما غيرتني محْنةُ عن خليقتي
ولا حوّلتني خُدْعةُ عن طرائقي
ولكنّني باقٍ على ما يسرٌني
ويُغضب أعدائي ويُرضي أصادقي
(محمود سامي البارودي)