في ذلك المساء..

في ذلك المساء
كانت وجبة الحبّ باردة مثل حسائنا
مالحة كمذاق دمعنا
والذكرى كانت مشروباً مُحرّماً
نرتشفه بين الحين والآخر.. خطأً
عندما تُرفع طاولة الحبّ
كم يبدو الجلوس أمامها أمراً سخيفاً
وكم يبدو العشّاق أغبياء
فلِمَ البقاء
كثير علينا كل هذا الكَذب
ارفع طاولتك أيّها الحبّ حان لهذا القلب أن ينسحب
(أحلام مستغانمي)

قل لي..

قل لي
هل أحببت امرأة قبلي ؟
تفقد , حين تكون بحالة حب
نور العقل ؟
قل لي .. قل لي
كيف تصير المرأة حين تحب
شجيرة فل ؟
قل لي
كيف يكون الشبه الصارخ
بين الأصل , وبين الظل
بين العين , وبين الكحل ؟
كيف تصير امرأة عن
عاشقها
نسخة حب .. طبق الأصل ؟
(سعاد الصباح)

الـوداع..

لِمَ يا هاجرُ أصبحتَ رحيما
والحنانُ الجمُّ والرقةُ فيما؟!
لِم تسقينيَ من شهدِ الرضا
وتلاقيني عطوفاً وكريما
كلُّ شيء صار مراً في فمي
بعدما أصبحتُ بالدنيا عليما
آه من يأخذ عمري كلَّه
ويعيدْ الطفلَ والجهلَ القديما!
(إبراهيم ناجي)

ذات مساء

وانتحينا معا مكاناً قصياً
نتهادى الحديث أخذاً وردّا
سألتني مللتنا أم تبدلتَ
سوانا هوىً عنيفاً ووجدا
قلت هيهات! كم لعينيكِ عندي
من جميلٍ كم بات يهدى ويسدى
انا ما عشت أدفع الدين شوقا
وحنينا إلى حماكِ وسهدا
وقصيداً مجلجلاً كل بيت
خلفَه ألفُ عاصفٍ ليس يهدا
ذاك عهدي لكن قلبك لم يقض
ديونَ الهوى ولم يرعَ عهدا
والوعودُ التي وعدتِ فؤادي
لا أراني أعيش حتى تؤدَّى
(إبراهيم ناجي)

قلبي تعلم كيف يجفو

قلبي تعلم كيف يجفو من جفاني
وسلكت درب البعد والنسيانِ
قد كان حبك في فؤادي روضة
ملأت حياتي بهجة وأغاني
وأتى الخريف فمات كل رحيقها
وغداالربيع..ممزقَ الأغصان
(فاروق جويدة)

روحي فداكَ

ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ
في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ
فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَني
يا خيبة َ المسعى إذا لمْ تسعفِ
يا مانِعي طيبَ المَنامِ، ومانحي
ثوبَ السِّقامِ بهِ ووجدي المتلفِ
عَطفاً على رمَقي، وما أبْقَيْتَ لي
منْ جِسميَ المُضْنى ، وقلبي المُدنَفِ
فالوَجْدُ باقٍ، والوِصالُ مُماطِلي
والصّبرُ فانٍ، واللّقاءُ مُسَوّفي
(ابن الفارض)

معنى الحب

الْحُبُّ مَعْنى ً لاَ يُحِيطُ بِسِرِّهِ
وصفٌ ، وَ لاَ يجري عليهِ مثالُ
كَالْكَهْرَباءَة ِ دَرْكُهَا مُتَعَذِّرٌ
وَ نسيمها متحدرٌ سيالُ
وَ كذلكَ الأرواحُ يظهرُ فعلها
وَ يغيبُ عنا سرها الفعالُ
حكمٌ تملكها الغموضُ فلمْ يحطْ
برموزها في العالمينَ مقالُ
(محمود سامي البارودي)

بدت كالشمس

بدت كالشمس يحضنها الغروب
فتاة ٌ راعَ نضرتها الشحوبُ
منزّهة عن الفحشاء خَوْد
من الخفِرَات آنسة عروب
نوارٌ تستجدّ بها المعالي
وتبلى دون عفتها العيوب
صفا ماء الشباب بوجنتيها
فحامت حول رونقه القلوب
ولكنَّ الشوائب ادركته
فعاد وصفوه كدر مشوب
(معروف الرصافي)

يـا ويح قلبي..

ليت الذي خلق العيون السودا
خلق القلوب الخافقات حديدا
لولا نواعسـها و لولا سحرها
ما ود مـالك قلبـه لو صيدا
إن أنت أبصرت الجمال و لم تهم
كنت امرءا خشن الطباع بليدا
وإذا طلبت مع الصبابة لذة
فلقد طلبت الضائع الموجـودا
يا ويح قلبي إنه في جانبي
وأظنه نائي المزار بعيدا
هي نظرة عرضت فصارت في الحشا
نارا وصار لها الفؤاد وقودا
(ايليا أبي ماضي)

الصديق!

ولا تكثرُ على ذي الضغنِ عتباً
وَلا ذِكْرَ التّجَرّم للذّنُوبِ
وَلا تَسْألْهُ عَمّا سَوْفَ يُبدي
وَلا عَنْ عَيْبِهِ لكَ بالمَغيبِ
مَتى تَكُ في صَديقٍ أوْ عَدُوٍّ
تُخَبّرْكَ الوُجُوهُ عنِ القلوبِ
(زهير بن ابي سلمى)